التعصب الكروي ومشاكله الكارثية
كتبت / رضوى البدري
إن التعصب الكروي أصبح من أخطر الأمور التي تواجه المجتمعات بمختلف أنواعها في العصر الحديث، حيث يتحول الشغف الرياضي إلى حالة من الكراهية والعنف بين الجماهير، مما يؤدي إلى كوارث اجتماعية وانسانية كبيرة، وتُصنف كرة القدم، كونها اللعبة الشعبية الأولى، وواحدة من أكثر المجالات التى تتجلى فيها هذه الظاهرة.
ومن أبرز هذه الكوارث الكروية، “حادثة بورسعيد” 2012 التى حدثة فى مصر بسبب التعصب الكروي، وكانت بمثابة مذبحة شهدها ملعب بورسعيد، عقب مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي، حيث اسفرت هذه المذبحة عن مقتل أكثر من 72 مشجعًا من جماهير النادي الاهلي، كانت هذه الكارثة نتيجة تراكم طويل من التعصب والعنف بين جماهير الفريقين، ومرور الوقت اظهر مدى خطورة ترك مثل هذه الظاهرة دون مواجهة جادة.
كذلك لا يمكن نسيان حادثة “20 شهيدًا” من جماهير نادي الزمالك فى عام 2015،عندما وقع حادث مأساوي أمام بوابات استاد الدفاع الجوي أثناء مباراة الزمالك وأنبي، بسبب سوء التنظيم والتعصب الكروي الاعمي مما تسبب فى وقوع هذه الكارثة التى طاحت بحياة مشجعين شباب، تاركة جرحًا عميقًا فى ذاكرة الكرة المصرية.
ولا تقتصر ظاهرة التعصب الكروي على مصر فقط، حيث وقعت فى أوروبا كارثة “ملعب هيسل” عام 1985 فى بلجيكا خلال مباراة نهائى دوري أبطال أوروبا بين فريق ليفربول الانجليزي و يوفنتوس الإيطالي، حيث اقتحمت جماهير ليفربول الحواجز الفاصلة بين مشجعي الفريقين، مما تسبب فى مقتل 39 شخصًا، معظمهم من جماهير يوفنتوس، وإصابة المئات.
ومن اسباب التعصب الكروي عدة عوامل، منها غياب الوعي الرياضي، المشاده الجماهيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإضافة إلى عدم توقيع عقوبات صارمة على المخالفين، وعندما يتحول الانتماء لفريق إلى وسيلة لتنشر الكراهية والعنف والتعصب، تفقد الرياضة قيمتها الحقيقية التى تتمثل فى التنافس الشريف والتآخي بين الشعوب.
وينبغي على الحكومات والمؤسسات الرياضية التصدي لهذه الظاهرة من خلال، تعزيز التوعية الرياضية بواسطة الإعلام والمدارس لتعريف الجمهور بأهمية الروح الرياضية، وتوقيع عقوبات صارمة على من يقوم بأعمال عنف او شغب، دور الاندية مع الجماهير فى نشر الروح الرياضية وثقافة الاحترام بين المشجعين.
كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هى وسيلة للتقارب والتأخي بين الشعوب ونشر المحبة وبث الروح الرياضية، وعلينا جميعًا أن نحميها من ظاهرة التعصب، حتى تظل رمزاً للفرح والتنافس الشريف بدلًا من أن تكون مصدرًا للعنف والكراهية.