الانتخابات الامريكية .. المرشحان يدعمان إسرائيل والناخب العربي يقاطع

كشفت تصريحات كلا المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية دعمهما المطلق لإسرائيل فيما يلجأ الكثير من الناخبين العرب الي مقاطعة التصويت او التصويت للحزب الثالث وفي هذا التقرير نرصد اهم ملامح الحياة السياسية والحزبية في الولايات المتحدة الأمريكية

 

أيام قليلة تفصل العالم عن معرفة الرئيس الجديد للولايات المتحدة، ومع تحول انتخابات الرئاسة الأمريكية بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى “سباق الهوامش” حيث سيقتصر الامر على بضع آلاف وربما بضع مئات من الأصوات فى سبع ولايات رئيسية من اصل خمسين لتحديد ساكن البيت الأبيض الجديد، قدم الرئيس الديمقراطى جو بايدن هدية لمنافس نائبته فى نظام المجمع الانتخابي الذى يعتمد على الفائز يأخذ كل شيء فى الغالب، حيث يمكن لصوت واحد أن يضع ولاية بأكملها خلف مرشح واحد.

 

 

 

 

اشعل الرئيس الأمريكى جو بايدن عاصفة سياسية وصرف الانتباه عن خطاب كامالا هاريس الرئيسى الأخير قبل موعد الانتخابات الأمريكية فى الخامس من نوفمبر، حيث ذكر بايدن بورتوريكو التى وصفها احد الممثلين الكوميديين خلال حدث انتخابى لترامب فى ماديسون سكوير جاردن بنيويورك بانها “جزيرة عائمة من القمامة”، لكن دفاع بايدن عن الإقليم الأمريكى الذى يتمتع بحكم ذاتى ويضم ناخبين متارجحين تحول ليصبح “هجمة مرتدة”.

 

قال بايدن خلال تصريحات افتراضية فى نداء “صوت لاتيني” للخروج للتصويت بهدف مساعدة هاريس: “وفى اليوم الآخر، وصف أحد المتحدثين فى تجمع ترامب الانتخابى بورتوريكو بأنها “جزيرة قمامة عائمة”. حسنًا، دعنى أخبرك بشيء.. أهل بورتوريكو حيث أعيش – فى ولايتى ديلاوير – إنهم أناس طيبون ومحترمون”، وتابع متوقفا للحظة قبل أن يواصل: “القمامة الوحيدة التى أراها تطفو هناك هى أنصاره. أن شيطنته للاتينيين غير مقبولة وغير أمريكية”.

 

حاول البيت الأبيض بسرعة توضيح تصريحات الرئيس الأمريكى، حيث قال المتحدث باسمه أندرو بيتس إنه كان يشير إلى “الخطاب البغيض” فى التجمع الانتخابى فى نيويورك، وليس مؤيدى ترامب، وقال أن بايدن قال هذا بالفعل: “القمامة الوحيدة التى أراها تطفو هناك هى شيطنة مؤيديه للاتينيين، وهى غير مقبولة، وهى غير أمريكية”.

 

وفى إشارة أخرى إلى أن البيت الأبيض يدرك التداعيات السياسية المحتملة لهذه الحلقة، لجأ بايدن نفسه إلى وسائل التواصل الاجتماعى لمعالجتها، حيث كتب عبر حسابه على تويتر: “فى وقت سابق اليوم، أشرت إلى الخطاب البغيض حول بورتوريكو الذى أطلقه مؤيد ترامب فى تجمع ماديسون سكوير جاردن باعتباره قمامة – وهى الكلمة الوحيدة التى يمكننى التفكير فيها لوصفها. شيطنته للاتينيين غير مقبولة. هذا كل ما قصدت قوله. التعليقات فى ذلك التجمع لا تعكس من نحن كأمة”.

 

لكن الضرر ربما يكون قد حدث بالفعل، حيث أثار تعليق بايدن مقارنات فورية مع تصريح المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلارى كلينتون فى عام 2016 بأن نصف أنصار ترامب يجب أن “يوضعوا فى سلة البائسين” بسبب آرائهم “العنصرية والجنسية ورهاب المثلية الجنسية وكراهية الأجانب” ما تحول لاحقا لنداء حشد لترامب.

 

وبالفعل حاولت حملة ترامب خلق نفس النوع من الديناميكية، وقالت أن الرئيس السابق مدعوم من “اللاتينيين والناخبين السود والعمال النقابيين والأمهات وضباط إنفاذ القانون ووكلاء دوريات الحدود والأمريكيين من جميع الأديان”، بينما وصف معارضوه “هؤلاء الأمريكيين العظماء بالفاشيين والنازيين والآن القمامة”.

 

وأضافت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية الوطنية لحملة ترامب: “لا توجد طريقة لتحريف الأمر: جو بايدن وكامالا هاريس لا يكرهان الرئيس ترامب فحسب، بل يحتقران عشرات الملايين من الأمريكيين الذين يدعمونه”.

 

وبعد ساعات قليلة من تصريحات بايدن، كتب ترامب منشور على منصته تروث سوشيال ادان فيه بايدن وهاريس ودافع عن أنصاره قائلا: “بينما أدير حملة من الحلول الإيجابية لإنقاذ أمريكا، تدير كامالا هاريس حملة من الكراهية، لقد أمضت الأسبوع بأكمله فى مقارنة خصومها السياسيين بأشر القتلة الجماعيين فى التاريخ.. والآن، وفوق كل شيء، يصف جو بايدن مؤيدينا بـ “القمامة”.

 

وتابع: “لا يمكنك قيادة أمريكا إذا كنت لا تحب الشعب الأمريكى، لقد أظهرت كامالا هاريس وجو بايدن أنهما غير لائقين ليكونا رئيسًا للولايات المتحدة. أنا فخور بقيادة أكبر وأوسع وأهم تحالف سياسى فى التاريخ الأمريكي. نحن نرحب بأعداد تاريخية من اللاتينيين والأمريكيين من أصل أفريقى والأمريكيين الآسيويين والمواطنين من كل عرق ودين ولون وعقيدة. رغبتى هى أن أكون رئيسًا لجميع الناس”.

 

والان، تواجه كامالا هاريس مشكلة سياسية جديدة، فعندما أراد فريق هاريس إبقاء الاهتمام على تجمع ترامب فى ماديسون سكوير جاردن، والذى لعب دورًا فى رسالتها ليلة الثلاثاء، سلم بايدن لهاريس فوضى سياسية فمن المؤكد الآن أنها ستسأل عما إذا كانت تعتبر أيضًا مؤيدى ترامب “قمامة”.

 

وقد توفر ملاحظة بايدن “القمامة” لترامب أيضًا فرصة للخروج من رد الفعل العنيف بشأن بورتوريكو الذى تسبب فيه الممثل الكوميدى تونى هينتشكليف فى تجمع نيويورك، وقال ترامب عن الممثل الكوميدى فى مقابلة قناة فوكس نيوز مساء الثلاثاء: “ربما لم يكن ينبغى له أن يكون هناك..الحدث كان “مهرجان حب مطلق” وهينتشكليف كان مجنونًا”.

 

من جانبها علقت هاريس على تصريحات بايدن، قائلة: “أعتقد أنه أوضح تعليقاته أولًا وقبل كل شيء، لكن دعنى أوضح، أنا أختلف بشدة مع أى انتقاد للأشخاص بناءً على من يصوتون له.. الناخبون سيقررون من نحن كأمة وما إذا كنا سنكون أمة من الناس الذين يحاولون توحيد واختراق عصر الانقسام هذا أم سنكون أمة من الناس الذين لديهم رئيس يتخبط فى المكتب البيضاوى بسبب قائمة أعدائه؟”.

 

وقالت هاريس: “لقد سمعتم خطابى الليلة الماضية وبشكل مستمر طوال مسيرتى المهنية. أعتقد أن العمل الذى أقوم به يتعلق بتمثيل جميع الناس سواء كانوا يدعموننى أم لا، وبصفتى رئيسًا للولايات المتحدة، سأكون رئيسًا لجميع الأمريكيين سواء صوتت لى أم لا”.

زر الذهاب إلى الأعلى